محتويات
الحزن
من المشاعر القوية الصادقة التي تنتاب الإنسان هي مشاعر الحزن، قد تكون بسبب شخص رحل دون وداع، أو من خان دون سبب، أو قد تكون بسبب معاكسة الأيام له. مشاعر الحزن من المشاعر الصادقة التي ترتبط بعاطفة قوية تؤثّر في مشاعر الإنسان.
كلام حزين
قصائد حزينة
من الشعر الذي عبّر عن عاطفة الحزن، اخترنا لكم ما يأتي:
حديث الدموع
عبدالسلام بركات زريق
ربَّما يوماً أعودْ
من بحور الحزنِ مرتاحاً لأسرار الوجودْ
يا صديقي
أيُّها الساكنُ والمسكونُ فيَّـا
أيُّها القاتلُ والمقتولُ .. ما هذا المحيَّا؟
قد تعوَّدتُكَ يا حزنُ أما اعتدتَ عليَّا؟
أنتَ طولَ العمرِ يا حزنُ رفيقي
في أمانيَّ وأحلامِ صِبايا
في أغانيَّ تذيبُ الصمتَ عن وجهِ المرايا
ضاع كلُّ الدمعِ مني وشبابي في يديّا
كيف لي أن أكملَ العمرَ وما أبقيتَ شيَّا؟
ليت هذا الفجر يأتي حاملاً موتي إليـَّـا.
يلوك الحزن أوردتي
فواغي صقر القواسمي
تمزّقني بداياتي
تؤرقني نهاياتي
يلوّحُني اغترابيَ بين
بعثرة ِ المسارات ِ
يلوّنُ فيّ ذاكرتي
وترسُمني صِراعاتي
يعلّقُني كقربان ٍ
على باب ِ السماوات ِ
فشرخُ القلب ِ أخدودٌ
تجذرَ في متاهاتي
يلوكُ الحزنُ أوردَتي
على وجع ِ المسافات ِ
تباعِدُنا على مضض ٍ
لتغتالَ المسرّات ِ
أيا صبحي الذي ما زال
يهجرني فلا ياتي
فمن يطوي جراحاتي
ويغفر لي خطيئاتي
مصوّعة ٌ بأقداري
وآلامي و عثراتي
ولستُ أنا التي تَدري
بما قد حَلّ في ذاتي
عاشقة تمطر ياسمين
غادة السّمان
- أيتها المرأة، هل تكذبين؟
- عذبة هي أكاذيب العشاق، وبريئة
تهز بذيلها مثل كلب صغير يلاحقك،
حائراً كيف يغتصب الحنان ولمسات الرقة.
- أيتها المرأة، هل أنت حزينة؟
- ثمة مأساة صغيرة في حياتي
اسمها التفتيش عن يد شاسعة كوطن
دافئة كحضن جدتي الدمشقية اللامنسية
جدتي "خيرية" التي تتعرق عطراً
ويتساقط الياسمين من ماكينة خياطتها العتيقة!
لست حزينة، أنا حزن العالم
ففي صدري وطن يبكي..
- أيتها المرأة، اطرحي على نفسك سؤالاً.
خل كنتُ حقاً ذات يوم طفلة عذبة
أم ولدت كما أنا الآن، شرسة جارحة ومجروحة؟
هل كنت ذات يوم عاشقة مجنونة الطيش
هل ركضت خلف رائحتك في الليل
كالكلاب البوليسية، وتلصصت على سيارتك وهواتفك ونسائك،
ورصدت أنفاسك كمؤسسة مخابرات محنّكة تصيرها العاشقة؟
وهل سأقدر على أن أظل أسبح بهدوء
داخل محبرتي، وأتأملك، وأكتبك بالمحبة والسلام
أم سأستيقظ فأجد نفسي راكبة حصان الجنون
راكضة إليك في سباق الحواجز من جديد؟
أزنبقة السفح
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب،
يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ
أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ
نجيعَ الحياة، ودمعَ المسا؟
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ
ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً
رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ
فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم
فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ
نَحِيبَ الدُّجَى، وأنينَ الأملْ
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي
شُواظاً من الحَزَن المشتعل
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة
رُضابَ الأسى، ورحيقَ الألم
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها
كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
أصيخي! فما بين أعشار قلبي
يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
معيداً على مهجتي بحفيف
جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى
وشعشعها بلهيب الحياة
وجرّعني من ثُمالاتِه
مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
إليَّ! فقد وحّدت بيننا قَسَاوة ُ
هذا الزّمان الظَّلُومْ
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ
كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ
اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ
ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ
إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ
تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
يردِّدُه حُزنُنا في سكون
على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ
جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ